عالم البحار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عالم البحار

عالم البحار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإيمان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سالي
Admin
Admin
سالي


انثى عدد الرسائل : 180
البلد : الإيمان Female11
الهواية : الإيمان Painti10
الجنس : الإيمان Femal
تاريخ التسجيل : 02/06/2008

الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان   الإيمان I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 5:15 am

بســــ( الله الرحمن الرحيم )ــــــــم
الســـــ( عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته )ـــــــلام

الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ، أما بعـــــد :

فعنوان حديثنا الليلة : ( اجلس بنا نؤمن ساعة ) و هي مقولة لمعاذ رضي الله عنه كان يقولها لأصحابه ، و هو حديث عن التربية الإيمانية و حاجتنا إليها، و هو ليس خطاباً للمربين و الموجهين وحدهم؛ فالتربية أعم و أشمل من أن تكون قاصرة على ما يتلقاه المرء من الآخرين ؛ فتربية الإنسان لنفسه و رعايته لها جزء من أداء المسؤولية الفردية التي حمله الله إياها، ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) ، ( و أن ليس للإنسان إلا ما سعى )، ( ونرثه ما يقول و يأتينا فرداً ) ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آت الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ) .

هذه النصوص و غيرها تقرر المسؤولية الفردية، و أن كل إنسان مسؤول عن خاصة نفسه في عمله و سلوكه و حياته، ثم هو نتيجة هذه المسؤولية سيحاسب وحده، و سيلقى الله عز و جل وحده.

هذا مدخل بين يدي هذا الموضوع حتى لا نتصور أن الموضوع لا يعنينا بدرجة مهمة أو أن الموضوع إنما يخص المربين، ذلك أنه و إن كان المربون لهم نصيب من هذا الحديث ، إلا أننا يجب أن نقوم بتربية أنفسنا و ندرك مسؤوليتنا تجاه أنفسنا ، و ينبغي أن يراجع كل منا نفسه و يشعر أنه و إن رزقه الله من يحسن تربيته و توجيهه، و صار قدوة له أن ذلك لا يعفيه من المسؤولية عن نفسه بأن يجتهد في تربيتها و إصلاحها، و أن يتعرف على الأسباب و الوسائل التي تعينه على التربية السليمة لنفسه .

التربية معشر الشباب لها جوانب عده، التربية إنما تسعى لاكتمال شخصية الإنسان، و أن تكون هي الشخصية المسلمة التي تمتثل بأمر الله عز و جل و تنتهي عما نهى الله تبارك و تعالى عنه، و لا شك أن النفس لها جوانب متعددة باعتبار أنها تسعى إلى تكميل النفس، و تسعى إلى الرقي بها .

فالإنسان يحتاج إلى أن يربي نفسه في ميدان التعلم و طلب العلم و تحصيله، و يحتاج إلى أن يربي نفسه في ميدان الخلق و السلوك، و التعامل مع الناس، و يحتاج إلى أن يربي نفسه في ميدان العمل و البذل و العطاء في ميادين كثيرة، و هكذا فالتربية لا تقف عند جانب واحد.

و من أهم هذه الجوانب و آكدها التربية الإيمانية، وقد آثرنا استخدام هذا المصطلح لأنه هو المصطلح الذي يربط الناس بالألفاظ الشرعية، بالإيمان الذي دلت عليه النصوص المتظافرة المتواترة، فأنت عندما تقرأ في كتاب الله عز و جل أو سنة نبيه صلى الله عليه و سلم كم تتكرر لديك كلمة الإيمان، وصف الناس بالإيمان، أو وصفهم بانتفاء الإيمان عنهم، أو الدعوة للإيمان أو بيان أثر الإيمان و نتيجته و ثمرته، لا يكاد يخطئك ذلك في أي آية من كتاب الله عز و جل تقرؤها، أو سنة نبيه صلى الله عليه و سلم،
بل كل ذلك إنما مداره على الإيمان لأن الأمر الذي يؤمر به المرء أو الذي ينهى عنه من حكم أو خلق أو سلوك، و الوعد و الوعيد و الإخبار عن الهالكين و الناجين، كل ذلك مرتبط بدائرة الإيمان فحين يؤمر المرء بأمر فإنه يؤمر بمقتضى الإيمان و نتيجته، و حين ينهى عن أمر فإنه ينهى عن ذلك بمقتضى إيمانه، و حين يأتي إخبار الله عز و جل عما أعد للصالحين الصادقين فإن هذا إخبار عن جزاء أهل الإيمان و ثمرة الإيمان،
و حين يخبر تبارك و تعالى عن عذاب المعرضين الغافلين فهو إخبار عن عذاب أولئك الذين تنكبوا طريق الإيمان و ضلوا عنه، و قصص الأولين و الآخرين هي أيضاً قصص أولئك الذين أعرضوا عن الإيمان، أو استجابوا للإيمان .

قال تعالى ( فلو لا كانـــت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذابالخزي في الحياة الدنيا ) ،فما قص الله عز وجل إنما هو قرية آمنت فجازاها الله عز و جل بجزاء المؤمنين في الدنيا و الآخرة، أو قرية أعرضت عن الإيمان فعاقبها الله عز و جل و أخذها نكال الدنيا و نكال الآخرة.

آثرنا أن نستعمل هذا المصطلح و أن نتحدث حول هذا اللفظ لأنه المصطلح الذي جاء الشرع به و دلت عليه في نصوص القرآن و السنة، و تواترت نصوص السلف في الحديث حول هذا الأمر كما سيأتي شيء من ذلك .

و قد يستعمل الناس مصطلحات كالتربية الروحية أو غيرها و هي جوانب بعضها إما هو موروث من أهل التصرف، أو موروث من النصارى، أو هو لفظ مستحدث، و كلما اقتربنا و التزمنا بالألفاظ الشرعية كان ذلك أولى .

لماذا نحتاج إلى التربية الإيمانية ؟

يكاد يكون حديثنا هذه الليلة منحصراً في الإجابة عن هذا السؤال، إننا نحتاج للتربية الإيمانية لجملة أمور، منها :

الأول : الإيمان هو أفضل الأعمال :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئلـ (( أي العمل أفضل ؟ فقال: " إيمان بالله و رسوله " قيل : ثم ماذا ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " قيل : ثم ماذا ؟ قال : " حج مبرور" )) متفق عليه.

و عن أبي ذر رضي الله عنه قال (( سألت النبي صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل ؟ قال : " إيمان بالله و جهاد في سبيله " قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : " أعلاها ثمناً و أنفسها عند أهلها…" )) متفق عليه.

و عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبي قتادة أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله و الإيمان بالله أفضل الأعمال . رواه مسلم.

و لو استعرضت ما أجاب به صلى الله عليه وسلم أولئك الذين سألوه عن أفضل الأعمال لوجدت أن هذه الإجابات - مع اختلافها و تنوعها حسب تنوع حال السائل - إلا أنها كلها مدارها على الإيمان ؛ فجعل صلى الله عليه و سلم أفضل هذه الأعمال هو الإيمان بالله عز و جل .

و حين جاء وفد عبد قيس إلى النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : يا رسول الله لقد حال بيننا و بينك هذا الحي من كفار مضر فلا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل نأمر به من وراءنا، قال صلى الله عليه و سلم : آمركم بأربع ، و أنهاكم عن أربع قال : آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان ؟ ثم ذكر صلى الله عليه و سلم شيئاً من شرائع الإيمان . و المقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله هذا الوفد أن يأمرهم بأمر فصل حين سأله هؤلاء أن يبين لهم أمراً يستغنون به و يعلمون به مَنْ وراءَهم إذ هم لا يستطيعون أن يصلوا إليه إلا في الشهر الحرام أمرهم صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله وحده .

الثاني : الإيمان مناط النجاة يوم القيامة :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، و لا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )) رواه مسلم.

الثالث : تفاوت الناس يوم القيامة على أساس الإيمان :

و هذا التفاوت له ميادين منها :

1 - تفاوت الناس على الصراط على أساس الإيمان ، فهم يؤتون نوراً على قدر إيمانهم ( يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم ).

والله عز وجل أمر عباده في الدنيا أن يسيروا على صراطه المستقيم، فيقول تبارك و تعالى آمراً إياهم بسؤاله الهداية : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، ( و أن هذا صراطي مستقيماًفاتبعوه و لا تتبعوا السبل ) فأمر الله عز و جل الناس أن يسيروا على الصراط المستقيم في الدنيا، و المرء لا يستطيع أن يبصر الصراط إلا بالنور؛ فيبصر الصراط المستقيم في الدنيا بنور الإيمان فكلما قوي إيمان المرء في الدنيا أعطاه الله عز و جل بصيرة يبصر بها الصراط أمامه حتى لا يضل و لا يزيغ؛ فيصبح يرى الطريق أمامه واضحاً جلياً و إنما يلبس على المرء و يضل بسبب إعراضه كما قال تبارك و تعالى ( و نقلب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة و نذرهم في طغيانهم يعمهون * و لو أننا نزلنا إليهم الملائكة و كلمهم الموتى و حشرنا عليهم كل شيء قبلاً ) إلى آخر الآيات.

و يوم القيامة يُعْطَى نوراً على الصراط في الدار الآخرة كما أعطي هذا النور، فعلى قدر إيمانه و سيره على الصراط المستقيم في الدنيا يُؤتَى نوراً يوم القيامة، و على قدر ثباته على صراط الدنيا يكون ثباته على الصراط يوم القيامة.

2 - تفاضل أهل الجنة فيما بينهم على أساس الإيمان . فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم " قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : " بلى و الذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله و صدقوا المرسلين " )) رواه مسلم.
3 - تفاوت العصاة من الموحدين في النار مرتبط بالإيمان .

عن معبد بن هلال العنزي قال اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك –رضي الله عنه - و ذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنا فأذن لنا و هو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت : لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال : حدثنا محمد صلى الله عليه و سلم قال : (( إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم...الحديث، و فيه : فأقول يا رب أمتي أمتي ، فيقول : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أَخِرُّ له ساجداً، فيقال : يا محمد ، ارفع رأسك، و قل يُسْمَع لك، و سل تعط، و اشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجه، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً، فيقول : يا محمد ، ارفع رأسك ، و قل يسمع لك، و سل تعط، و اشفع تشفع، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقول : انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل )) وراه البخاري.

وفي حديث الشفاعة الطويل : (( ... فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار و إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم، يقولون : ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، و يصومون معنا، و يعملون معنا، فيقول الله تعالى : اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، و يحرم الله صورهم على النار، فيأتونهم و بعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، و إلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا ... )) متفق عليه.

الرابع : الإيمان يزيد و ينقص :

من عقيدة أهل السنة أن الإيمان يزيد و ينقص و أن أهله يتفاضلون فيه، و الأدلة على ذلك مشهورة، قال الإمام البخاري في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم بني الإسلام على خمس ، و هو قول و فعل يزيد و ينقص ، قال تعالى : ( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) ، ( و يزيد الله الذين اهتدوا هدى ) ، ( و الذين اهتدوا زادهم هداً و آتاهم تقواهم ) ، ( و يزداد الذين آمنوا إيماناً )
و قوله : ( أيكم زادته هذه إيماناً ) و قوله جل ذكره : ( فاخشوهم فزادهم إيماناً ) وقوله تعالى : ( فما زادهم إلا إيماناً و تسليماً ) ثم حين أورد هذه الآيات نقل القول بذلك عن أبي القاسم اللالكائي في السنة عن الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيدة و أيضاً قال رحمه الله لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول و عمل و يزيد و ينقص .

و ينبني على مسألة زيادته و نقصه مسألة أخرى و هي تفاضل أهل الإيمان فيه فإذا كان يزيد و ينقص فهذا يعني أن أهله يتفاضلون فيه كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ و عليهم قمص منها ما يبلغ الثدي و منها ما دون ذلك و رأيت عمر بن الخطاب عليه قميص يجره " قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ، قال : " الدين " )).
و بوّب على هذا الحديث الحافظ ابن مندة في كتابه الإيمان باب ذكر ما يدل على أن المؤمنين يتفاضلون في الإيمان و فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه و قال : هذا حديث مجمع على صحته.

المقصود إذاً أن من الأمور المقررة عند أهل السنة أن الإيمان يزيد و ينقص و أن أهله يتفاضلون فيه ، و هذا يدعو الإنسان إلى أن يحرص على زيادة إيمانه قدر الإمكان و يحرص إذا علم أن أهل الإيمان يتفاضلون فيه أن يسعى إلى أن يصعد إلى المراتب العالية في هذا الإيمان، و في المقابل أيضاً أن يحمي إيمانه من أن يصيبه النقص .

الخامس : الدعوة في الشرع إلى تجديد الإيمان و تعاهده :

روى الحاكم و الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم )) .

و روى ابن أبي شيبة في الإيمان و عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : (( القلوب أربعة : قلب أجرد كأنما فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن، و قلب أغلف فذلك قلب الكافر، و قلب مصفح فذلك قلب المنافق، و قلب فيه إيمان و نفاق ، و مثل الإيمان فيه كمثل شجرة يسقيها ماء طيب و مثل النفاق فيه كمثل قرحة يمدها قيح و دم فأيهما غلب عليه غلبه )) . هذا روي عن حذيفة موقوفاً عليه ، و قد رواه بعضهم مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم و الموقوف أصح .

و روى ابن أبي شيبة في الإيمان عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه : (( امشوا بنا نزدد إيمانا )) ،
و روى أيضاً ابن أبي شيبة في الإيمان و الإمام أحمد و أبو عبيدة في الإيمان و البخاري تعليقاً، و صحح ذلك الحافظ ابن حجر عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : (( اجلس بنا نؤمن ساعة . يعني نذكر الله تعالى )).
و روي عن أسود بن هلال قال : (( كان معاذ يقول للرجل من إخوانه : اجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان فيذكران الله و يحمدانه على كل حال )).

و النصوص كثيرة في الدعوة إلى تجديد الإيمان و تعاهده في النفوس، و قد صنف السلف في ذلك كتباً خاصة في الإيمان، و المقصود أن هذه الدعوة سواءً ما خاطب بها النبي صلى الله عليه و سلم أمته و أمرهم أن يسألوا الله عز و جل أن يجدد الإيمان في قلوبهم و أن يزيدهم إيماناً , أو ما ورد عن سلف الأمة هذا يدعونا إلى أن نسعى إلى تعاهد الإيمان في نفوسنا وزيادته في قلوبنا.

و هو أيضاً يدفع و يدعو من يتولى التربية أن يجعل هذه القضية من أهم القضايا و من الأولويات التي يتربى عليها الجيل و الناشئة، و لعلنا نتساءل و نحن قد سمعنا هذه النصوص عن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في أن أحدهم كان يقول لصاحبه اجلس بنا نؤمن ساعة أو يقول امشوا بنا نزدد إيماناً..

كم هي المجالس التي نجلسها مع إخواننا ؟ و كم يستغرق حديثنا عن هذه القضايا من وقتنا، و هل نحن حين نجلس مثل هذه المجالس يذكّر بعضنا بعضاً في قضايا الإيمان و الخوف من الله عز و جل و نسعى إلى أن تكون هذه المجالس تزيدنا إيماناً ؟

أو بعبارة أخرى أحدنا كثيراً ما يلقى أخاه في الله فأيًّا كان هذا اللقاء فهل هو يشعر حين يلقاه و يتحدثان أنهما يزدادان إيمانا ؟ أو أنه يلقاه كما يلقى غيره، بل ربما كانت بعض المجالس إنما هي مدعاة لقسوة القلب و البعد عن الله تبارك و تعالى .

و ليس بالضرورة أن يكون الحديث في قضايا الإيمان و الخوف من الله عز وجل ، موعظة يلقيها إنسان بعد الصلاة، أو مجلس علم يحضره، ليس بالضرورة هذا و لا ذاك، فأنت تتحدث مع أخيك في مجلس أو في سيارة أو حتى في الهاتف أو هنا و هناك - أيا كان هذا المجلس- هل يسمع أحدكم من أخيه وصية أو تذكيراً بالله عز وجل فيزداد بعضنا إيماناً من ذلك ؟
و إذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا جلسوا تواصوا و زاد إيمانهم و هم منهم في الإيمان و الصلاح و التقوى فغيرهم من باب أولى.

السادس : الإيمان هو الزاد في مواجهة الشهوات :

ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، و ذكر منهم : رجل دعته امرأة إلى نفسها فقال : إني أخاف الله عز و جل )) فالذي منعه من مواقعة ما حرم الله تبارك و تعالى خوفه من الله عز وجل و إيمانه بالله تبارك و تعالى .
و قال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) فيخبر تبارك و تعالى أن الشهوات قد زينت للناس و هذا ، في أصل الفطرة بلا مثيرات، فما بالكم بهذا العصر الذي نعيشه و قد فتحت فيه الأبواب على مصراعيها، و صارت الشهوات تلاحق الشاب، و تلاحق الفتاة، و تلاحق الصغير و الكبير في السوق و الشارع بل حتى في المنزل، و صار الناس يشتكون من جحيم هذه الشهوات و آثارها و كيف أنها تصرف الكثير عن طاعة الله عز و جل و تجرف الكثير و ربما كانت سبباً في الانحراف و الغواية عافانا الله عز وجل و إياكم من ذلك ، و لو تأملت حال الكثير ممن ضلوا و تنكبوا الطريق لوجدت أنهم إنما أتوا من قبل هذا الباب و من هذا المدخل .

و يتساءل ما العلاج و ما الحل الآن أمام هذا السيل الجارف من الشهوات، التي صار الإنسان لا يكاد يستطيع أن يمنع أبناءه عنها و لا يستطيع المصلحون في المجتمع أن يمنعوا الناس من مقارفتها و لا من رؤيتها، سواء ما يعرض على الشاشة أو في المجلات أو في الصحف ؟ حتى لو عوفي الإنسان من هذا كله و لم تتهيأ له في منزله، فإن الشاب قد لا يعدم أن يحدثه زميله في الفصل عن شيء من ذلك أو يدله عليه.

فالمقصود أن هذه الشهوات أصبحت مشكلة الجميع، سواء أكان الشاب نفسه الذي يخاف على نفسه هذه الشهوات و آثارها، أم الأب الذي يخاف على أبنائه، أم الأم التي تخاف على أولادها، أم الأستاذ و المربي الذي يخاف على هذا النشء الذي تعاهده في التربية و الإصلاح، يخاف أن تجرفه هذه السيول فتفسد في لحظات ما بناه هو في دهور و سنوات، صارت مشكلة فعلاً يعاني منها الكثير و يتساءلون ما الحل ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
naruto dark

naruto dark


ذكر عدد الرسائل : 15
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 23/06/2008

الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإيمان   الإيمان I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 5:27 am

يسلمووووووووووووووووو والله
كلام ولا اروع

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم البحار :: الفئة الأولى :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: